لجنوب الليبي.. أزمة ومسارات معقدة

عن المحتوى
  • تاريخ النشر2022-10-17 11:29:44
  • الناشرمؤسسة مٌبادر

 الجنوب الليبي.. أزمة ومسارات معقدة

 

يواجه فزان معدلات خطيرة من الفقر والجريمة وانتهاكات حقوق الانسان استناداً للأحداث المتوالية مؤخراً، وها هي تتفاقم معاناة الشعب في حين تتراوح الأزمة مكانها دون بادرة في الأفق لإنهائها، مأساة الشعب التي تقترب من عامها الثالث عشر والاخفاق في فرض حل سياسي وعجز مجلس الأمن عن النهوض بمسؤولياته.

وسط احتدام النزاع لاقتسام الثروات في مدن الساحل يعاني أهل فزان جنوباً تحت رحمة وقبضة الجماعات المسلحة ليصبح نقطة لانطلاق وممارسة أنشطة غير شرعية.

 

 

المعاناة اليومية:

البنزين والغاز والكهرباء، أزمات معيشية لدى المواطن في بلد تعتبر فيه إيرادات الخام هي الممول الأول والحصري لميزانيتها العامة.

رغم غنى فزان وتنوع ثرواتها الطبيعية لم تتح له فرصة العمل والإنتاج والمشاركة في البناء والتنمية بسبب غياب الرؤية، لذلك لايزال أهله يعانون من الفقر والحاجة وتعوزهم أبسط الخدمات، فهم لا يلبثون الخروج من مأزق حتى يدخلوا في أخر أكثر مأساوية وكارثية.

 

المتواضعة بنت بيه:

استيقظ أهالي منطقة بنت بية فجر يوم الاثنين الموافق 1/8/2022 هذه المنطقة التي تبعد عن سبها حوالي 100 كيلوا متر ، على وقع صوت انفجار صهريج وقود هذه الكارثة الجسيمة التي حصدت عشرات الضحايا، حيث هرع أهالي المنطقة والمناطق المجاورة لنقل الوقود من الصهريج الذي تعرض لحادث سير على أطراف المنطقة مستخدمين معدات بدائية وأخرى كهربائية تساعدهم في التعبئة إلى أن حدث هذا الحادث المأساوي.

 

 

أحداث الواقعة:

كشف تقرير المباحث الجنائية على أن السبب الرئيسي للحريق هو استخدام المواطنين مضخة كهربائية لتفريغ الوقود بطريقة لا تتوفر فيها أدنى شروط السلامة، وأوضح أن من تجمعوا لتعبئة براميل الوقود استعانوا ببطارية سيارة لتشغيل المضخة بدلاً من الكهرباء وذلك بسبب عدم توفرها أنداك.

هذا وأوضح البحث الجنائي على أن في الساعات الأولى من الانفجار 4 من المواطنين لقوا حتفهم في ذات الدقيقة، فيما تعرض 83 أخرين إلى إصابات متفاوتة بحروق جسيمة ومتفاوتة، واحتراق 11 سيارة.



المعضلة الليبية:

تكرار الأزمات والمعاناة ليس كون الشعب ميالاً لإثارة وخلق المشكلات بل لأنه بلي بقيادات غير مؤهلة قيادات لا تساهم في الحد من الفوضى بل كل ما يهمها التسلط والاستحواذ وافقار وتجويع الشعب، لذلك يعتمدوا على سياسة التجهيل وهي إبعاد الشعب عن المزاحمة في الحكم والشأن العام وخلق شعوباً خاملة لا تتفاعل بوعي مع معطيات الحياة السياسية والاقتصادية.

حتى حينما تصرخ وتقاتل لا تدري لماذا تصرخ ولماذا تقاتل بل هيا لا تجيد حتى كيف تأكل وكيف تشرب، "الأكل هنا كناية عن تعلم فنون البناء والتنمية والسياسة والاقتصاد".

فمرور ليبيا بهذه الانتكاسات التي تعتبر مرحلة حرجة في تاريخ البلاد فقد شهدت انتهاكات خطيرة ومستمرة لحقوق الانسان هذا ما يعيق قدرة الشعب على الانتقال إلى السلام والديمقراطية فهم لم يفطنوا بجهلهم إلا للسلاح وسفك الدماء.

هذا ما نتج عنه توسع موجة الغضب الناجمة عن حادثة الشاحنة وأقدم متظاهرين من أسر الضحايا على اقفال مبنى بلديتهم بسبب ضعف أدائها وإغلاق الطريق الرابط بين مدينتي سبها وأوباري بغياً لإغلاق الحقول النفطية إلى غاية حل جميع الأزمات التي يعاني منها الجنوب والمطالبة بتحسين أوضاعهم.

 

 

 

قال أحد النشطاء من مدينة سبها أثناء زيارته لمنطقة بنت بية لتقديم واجب العزاء "ندعمكم وبقوة أهلنا واخوتنا في بنت بية لا يمثلنا مجلس بلدي ولا مجلس نواب ولا حكومة جئنا لكم أشخاص نمتل أنفسنا لو كانت الوقود متوفرة لما تهارعت الناس عليها وأدت بأنفسها للتهلكة، وضعنا كارثي لا أمان ولا حياة كريمة نعيشها نحمل كامل المسؤولية لممثلي الجنوب بالدرجة الأولى، اختتم قوله قائلاً: (فدينا أكثر من عشر سنين وتجاملوا فينا).

 

وفي مكالمة هاتفية لأم أحمد (أحد المصابين) قالت:" وبعبرة خانقة قدر الله وما شاء فعل ابني وزوج اختي وابن جارتي والجميع لا شعور يصف الحادثة كارثة حلت على البلاد لعلها رسالة من الله ولا نعلم ما الدرس منها، الله يشفيهم ويرحم من توفاهم الله ".

 

السيدة (س) طالبة في مدينة الخمس:" لم يتمكن أهلي من زيارتي منذ مدة نظراً لنقص الوقود توفي اخي وزوج شقيقتي وخالي وعدد من اقاربي انا متأكدة بأنه كان ينوي زيارتي عندما ذهب لتعبئة الوقود ففي آخر مكالمة بيننا قال لي بأني سيأتي لزيارتي في أقرب فرصة".

 

عميد بلدية بنت بيه أشرف المصلح في لقاء له قال:" أن البلدية تعيش كارثة مهولة عدم وجود مستشفى مختص بالحروق في الجنوب زاد من تفاقم المشكلة، الليبيون هم المتأثرون من الانقسام الحاصل بالبلاد.

 

وبدورها مؤسسة مبادر سارعت في تقديم يد العون وتقديم المساعدة حيث تحصلت على المعونات والمساعدات من رجال الاعمال والجمعيات الخيرية، فقد اهتمت المؤسسة بــــــــ39 شخص من المرافقين وسائقي السيارات الخاصة وسيارات الإسعاف القادمة من بنت بيه إلى طرابلس وتقديم المساعدة لهم من وجبات ومعونات، فقد قدمت حوالي 97 وجبة عشاء في اليوم الأول وفي اليوم الثاني قدمت المؤسسة 54 وجبة غداء و73 وجبة عشاء.

 

هذا واستمر تقديم الخدمات إلى يوم 6/8/2022 ، وبالتعاون مع شركة اكاكاوس تم تسكين حوالي 9مرافقين للجرحى في فندق التوفيق بالعاصمة مع فريق المؤسسة القادم من بنت بيه وعدد 2جرحى لمدة 5 أيام إلى أن وفرت وزارة الصحة السكن.

عند الساعة 7 صباحا يوم حدوث الكارثة أبلغ فريق المؤسسة إدارة مستشفى الحروق والتجميل طرابلس بأن هناك كارثة و بها أكثر من 50 مصاب، هل يمكن قدومهم إلى المستشفى؟ أعلن حالة الطواري و أبلغ الفريق انهم على استعداد تام، و عند الساعة 9 بدأت الجهات الحكومية في العمل و أخذ فريق المؤسسة جانب المرافقين و السائقين بالتنسيق مع الجهات الأمنية داخل المستشفى بأخذ تصريح لحركة الفريق ودخول المعونات و الاحتياجات للمرافقين.

وصف السيد طاهر النغنوغي رئيس مؤسسة مبادر الوضع بالمتوتر والمكركب أن تقدم مؤسسة مجتمع مدني خدمات أكثر من الجهات الحكومية التي انحصر دورها على المصابين فقط فهذا الأمر يعتبر كارثة وليس حدث عادي.

معاناة أهلنا التي تنزف دماً هي نتاج طبيعي للسياسات الفاشلة التي مورست ضدها، فشعوبنا بريئة لا تستحق التشريد ولا التجويع والموت بل هي تستحق الحياة، فهل من أمل يعيد لهؤلاء الحياة؟

 


العلاج في تركيا

العلاج في تونس

العلاج في مصر

العلاج في ايطاليا

العلاج اسبانيا

الوفيات

المصابين

7مصابين

 

عن طريق وزارة الصحة

6 مصابين

 

عن طريق وزارة الصحة

 

35 مصاب

 

عن طريق الدولة المصرية

شخص واحد تابع الى حادثة صهريج الوقود و 5 اشخاص غير تابعين للحادثة تم تحويلهم.

عن طريق منظمة طبية

 

 4 مصابين

 


عن طريق منظمة طبية

 

26 فقيد الى تاريخ 17/8/2022

 مصاب83